الاثنين، ٢٩ شوال ١٤٢٧ هـ

من انت ؟


من أنت !!كم أقف عاجزا حائرا أمام هذا السؤال /الإشكالية!!***من أنا !!لطالما طرحت على نفسي هذا السؤال !!لطالما طرحه علي الآخرون!!وسأكون أسعد الناس يوم أعرف من أنا!!ولا أظن أن ذلك سيحصل قريبا!!فكل يوم يمر يجعلني في تناقض تام مع هذه "الأنا" التي تتبعني في كل مكان !!ولا سبيل للخلاص منها!!***من هو الطيب الجوادي؟إذا كنتم تنتظرون جوابا "رسميا"فالأمر هين جدا،ولكن أحذركم من الآن أن الطيب الجوادي كما هو في أوراقه الثبوتية وفي جواز السفر ،ليس انا !! ولا يمت لي بصلة!!الطيب الجوادي المسجل في دفاتر الدولة:تجاوز الأربعين من العمر ،يشتغل بالتدريس،متزوج من مدرسة،طوله متروثلاثة وسبعون سنتيمترا،شعره مجعد ،وعيناه بنيتان!!مواطن صالح بمقاييس حكومتنا الر شيدة!!راض بكل شيء ويدفع الضرائب بانتظام ،لا يعترض ولا يثور ،يؤمن بالحوار بين الشعوب الشقيقة والصديقة!!يحب أمه وأباه ويسلم على جيرانه كل صباح !!يكذب أحيانا ويصدق أحيانا ،يحب ويكره !!وقد يبكي أحيانا في وحدته،لا علاقة له بكل ما يحصل في البلد !!من سياسة أو صحافة أو حركة ثقافية!!أو اي أمور أخرى!!فالقطيعة تامة بينه وبين ما يقع خارج أسوار بيته!!زوجته هي صديقه الوحيد في الحياة ،وهي قارءته الأولى ،ورفيقته الدائمة ومرآته التي يرى فيها نفسه!!هذا هو الطيب الجوادي "الرسمي"،الطيب الجوادي من الخارج!!كما يراه الآخرون!!الطيب الجوادي الذي تفصله عني ،سنوات ضوئية!!عائد بعد قليل لأحدثكم عن الوجه الآخر!!


الطيب الآخر ،الطيب الحقيقي،الطيب الذي لا يعرفه أحد!!كائن معذب الوعي،مليء بالدموع!!رجل ينوء بكل أحزان الدنيا !!قلق وكأنه يركب الريح!!يؤلمه حد الإنسحاق ما يحصل في فلسطين وفي العراق ،وما يحصل ضد الأحرار في البلدان العربية من قهر وقمع!!ولكنه رجل جبان إلى درجة أنه يتألم في صمت،ويثور في صمت،وكل ما يفعله احتجاجا على الظلم ،أنه عزل نفسه في بيته لا يبرحه أبدا إلا للريف المحيط بالعاصمة ،رفقة زوجته!!حيث يقضيان ساعات طويلة بين أحضان الطبيعة!!في داخل هذا الكائن ،مسجد !!فالله حاضر في ذهنه وروحه كل الوقت!!ولا يغيب الموت عن تفكيره أبدا!!مع أنه مقصر جدا في عباداته إلى درجة تشعره على الدوام بعقدة الذنب!!وكم هو متناقض هذا الطيب الجوادي!!دموعه قريبة جدا،وثورته إن ثار تقتلع كل شيء وتحطم كل شي!!ساخر في الحياة وحينما يكتب!!يضحك الثكلى !!بنكته وقفشاته !!وسخريته المرة السوداء من كل شيء حتى من نفسه!!لا أصدقاء له في الحياة ،باستثناء زوجته،وقد عوض الله عليه بأصدقاء المنتديات وهم كثيرون ،بعضهم يخاطبه في الهاتف وبعضهم زاره في تونس!!
عشقه الأبدي:القراءة،والموسيقى والجلوس بين أحضان الطبيعة الخلابة

هناك تعليقان (٢):

غير معرف يقول...

CE PA JUSTE TU ES UN TEHORISME

غير معرف يقول...

CE JUSTE JE SAIS TRES BIEN